كفل دستور البحرين المعدل في العام 2002 حق ممارسة الشعائر الدينية طبقاً للعادات المرعية في البحرين، إذ تنص المادة 22 منه على أن "حرية الضمير مطلقة، وتكفل الدولة حرمة دُور العبادة، وحرية القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقاً للعادات المرعية في البلد". 

فيما كفل العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي انضمت له البحرين في المادة 18 منه على حق الإنسان في "حرية الفكر والوجدان والدين" ويشمل ذلك "حريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة".

من جانب آخر، يجرم قانون العقوبات البحريني التعدي على إقامة الشعائر الدينية، إذ تنص المادة 311 منه على أنه "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بالغرامة التي لا تجاوز مائتي دينار: 1. من تعمد التشويش على إقامة شعائر ملة معترف بها أو على حفل أو اجتماع ديني أو تعطيل شيء من ذلك أو منعه بالقوة أو التهديد، 2. من أتلف أو شوه أو دنس بناءً معداً لإقامة شعائر ملة معترف بها أو رمزاً أو أشياء أخرى لها حرمة دينية".

بالرغم من ذلك، وبسبب سياسة الاضطهاد الطائفي الممنهجة التي تتبعها الحكومة البحرينية؛ يمكن القول إن الحكومة - وبالخصوص الجهات الأمنية - خالفت المواد سابقة الذكر، حيث عمدت قوات الأمن وفي الكثير من الحالات للتشويش على إقامة الشعائر الدينية ومنها منع صلاة الجمعة أو استهداف أئمة المساجد أو التحقيق مع رجال الدين على خلفية خطبهم الدينية حول المعتقدات الدينية للشيعة، وكذلك إتلاف وتشويه المظاهر الدينية الخاصة بإقامة الشعائر ومنها مظاهر عاشوراء، كما سبقت الإشارة في موضوع سرد الحوادث للعام 2016 وكما سوف يتبين من خلال عرض الانتهاكات في موسم عاشوراء.

 الشكل السابق يوضح عدد حالات الانتهاكات خلال العام 2016 والتي بلغ مجموعها 270 حالة انتهاك، حيث ارتفع منسوبها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، الذي صادف شهر محرم الحرام الذي يمارس فيه الشيعة شعائر عاشوراء السنوية.

لقد تم رصد أنماط مختلفة من الانتهاكات للحريات الدينية منها: التحقيق مع الكثير من رجال الدين على خلفية خطبهم الدينية حول المعتقدات الدينية للشيعة أو حول متبنيات فكرية أو سياسية، واستهداف مسؤولي المآتم والحسينيات ودور العبادة على خلفية تنظيمهم فعاليات دينية، وتحطيم المضيفات الدينية، واستخدام القوة بحق بعض المسيرات الدينية ومواكب العزاء، ونزع الأعلام وتخريب اللافتات الخاصة بشعائر دينية منها موسم عاشوراء.